الاثنين، 12 أغسطس 2013

شخبطه


اللي مكتوب ده مش شخبط

دا كلام كتير بس حروفه ملخبطه 

تاه وداخ من كتر الشحططه 

كان نفسه حد يسمعه حتي لو فضفضه

يلف ويدور بين كل الناس بقي اخر مرمطه

وتموت منه الحروف في لحظه مزئططه 

وبتهرس تحت الزمن يبقي اخر فتفته 

للاسف فعلا المكتوب دا كان شخبطه 

السبت، 6 يوليو 2013

الطريق الى اللامكان..

فليدلني أحدكم عليه
ذلك القاضي َالأعظم
علَّه يسمع
قصتي و مأساتي
علَّه يجيب
علَّه يشفي علاتي
أتيت من آخر بلاد الأرض
أديت كل فرض
تضرعت و نادَيت
حتى انقطع الصوت
لِمَ لَمْ يسمع؟
لِمَ لَمْ يجيب؟
هل خُلِقتُ من أجل الموت؟
قل لي أيها القاضي الأعظم
أَ كلٌ على واقعه مُرغَم؟
أَ هي البداية؟
أَ هي النهاية؟
أَ خرجتُ أنا عن رحمتك و العناية؟
أجب أيها القاضي الأعظم
أَ موجودٌ أنت؟

الأحد، 12 مايو 2013

احساس بالانكسار


احساس بالانكسار




جربت تعيش احساس وهمي ؟ حاجة كدة فكرتها حقيقة و لأول مرة في حياتك تحس انك مش عارف انت حصلك ايه .. جربت قبل كدة تعيش وخلاص و تستمر في حياتك عشان المطلوب انك تعيش وخلاص و منتش عارف الدنيا مودياك لفين ... ده تقريبا المفروض نص اللي بحس بيه .. عشان لو كتبت كل احساسي هلاقيني مش لاقي كلام اكتبه .. هوا مش فراغ .. بس ده حاجة ملهاش وصف .. كأنك شايل حجر على قلبك و منتش عارف تتنفس ... هو في حياة كدة ؟ تحس انك ميت وانت حي ؟ تحس انك بقيت كومة من احلام منهارة .. احلام شبه موجودة او في نفس الوقت منعدمة .. طرق مسدودة ملهاش مفاتيح .. و بشر قلوبها حجر ... و احضان بقت زي البلاستيك .. نوم معدش له معنى وكأنك نايم في حضن الشوك ... شعور جامد متغطي بالانكسار ... و قلب صغير عارف ان القدر مكتوب بس بيآوح يمكن يحس الحنان في قلوب ماتت .. دنيا ملهاش طعم حتى لو حطتلها سكر زي طعم البرتقالة حامض !!! 



الموت و اللا موت ..




الحياة و اللا حياة .. الموت و اللا موت .. و الوجود و اللا وجود .. كلها مفردات تطرح نفسها على عالمنا و على أنفسنا .. كلها مفردات وقعها على اذنك رقيق ولكن لها معنى لن تدركه الا اذا كنت تتابع لحظة من لحظات موت شخص آخر , أو قبل موتك أنت بلحظات  , نعم قبل موتك بلحظات , تلك السنون التي عشتها وأنت لا تدرك سوى مرور الوقت و سرعته عليك , تقابل أشخاص في حياتك و تودع آخرون , حتى تجد أنك بلغت من العمر عتيا , و كل ما يتوارد في خاطرك في ماذا قضيت هذا العمر ؟ و يتطرق الى ذهنك سؤال عابث , لماذا خلقت وماذا أفعل ؟ , فلا تكفيك الاجابة النموذجية المعتادة * لقد خلقت لتعبد الله و تعمر الأرض , وماذا بعد ؟
و حين أعبد الله عبادة مثالية و أعمر الأرض ؟ ماذا بعد .. هذا الشعور الكئيب الذي يأخذ منحنى اللا شعور و اللا لذة و اللا اقبال على الحياة , و يبعث عليك الرغبة في الرحيل عن هذه الحياة المتصفة بللا معنى , فالحياة عبارة عن موت بطيء و ملل يتسلل اليك ببطئ , و هموما لا تأتي فرادى و لكن تأتي عنوة بكل قوتها حتى تفتح لك بابا آخر من المشاكل المختلطة بالملل , علاوة على ذلك ما يشغل بالك بشأن كينونتك الوجودية و ماهيتها و أسبابها .
إن شعورك اتجاه الموت يتبسط في أمرين .. كونه شيء غريب عليك و مريع بالنسبة لك حيث انك لم تجربه و لا تعرف ماهية ما ستراه بعده , و في بعض الأحيان الأخرى كشكة الدبوس , حيث تنتقل من عالم الحسيات و الماديات الى عالم الروحانيات و ما ستراه بعد ذلك .

السبت، 11 مايو 2013

الموت يومًا



“ لم يَكُن الموت يومًا راحة إلا لأصحابِه..
فهم ينعمون بالسكون و يتركون العالم خلفهم يبكيهم..
فأما من لم يعلموا بقدوم ساعتهم ميزوا بعدم الاضطرار للتفكير في خلجات الموت..
و أما من علموا فقد جاءتهم فرصة لتقبل الواقع و استغلال ما بقي لهم..
و أما من اختاروه بأيديهم أولئك هم الأكثر قسوة..
فقد أعمتهم أنانيتهم عن كل هؤلاء الذين يعبئون بأمرهم..
و انشغلوا فقط بالخلاص لأنفسهم..
و في كل الأحوال.. ضحايا الموت الحقيقيون هم الأحياء.”

الجمعة، 3 مايو 2013

افتقاد الحميمية


افتقاد الحميمية يمكنه أن يجعلنا تواقين لمصادقة من لا نعرفهم، وربما أكثر ودا تجاه الغرباء، لكنه يكسبنا قسوة، منبعها أن آلام الآخرين، تتحول -كما تحولت آلامنا في عيون الآخرين-إلى مجازات بلاغية في عيوننا، أحيانا حينما يشتكي لي أصدقائي من آلامهم، لا أكون قادرا رغم حبي لهم ، على التعاطف بشكل حقيقي: تسمون هذا ألما ووحدة، حسنا *أخلع قميصي في حركة مسرحية* ماذا تسمون كل هذا الألم، وفي حركة مسرحية أخرى أفتح قلبي: فلتنظروا مليا لكل هذه الوحدة

ربما سيكون هذا ظلما، أنا أحيانا أتفهم فعلا آلام الآخرين، لكن ماذا سيفعل غريق لغرقى، سوى حثهم على الصراخ أكثر ، ليأتيهم أحد ما، بالوقت يعلم أن الصراخ الجماعي لا يولد حميمية ما، لأن الموقف نفسه لا ينفتح إلا على أنانية جذرية، أنانية لا يهمها صراخ الآخرين في شئ، سوى أنه قد يساعدها هي تحديدا
قلت لصديقتي، أنها لن تحتمل كل ما أحمله من ألم وحدة ، كان هذا تحليلا هادئا مني للموقف، من السئ عموما أن يكون المرء قادرا على رؤية الأمور بهذا الوضوح، التشوش مطلوب أحيانا، صديقتي هزت رأسها موافقة، أنا أحبها، وهي تعلم ذلك، لكنها مثلي تماما: خلعت قميصها، وقالت : تسمي هذا ألما ، فلتنظر لكل هذه الحروب والمعارك

الخميس، 2 مايو 2013

الصديق وقت البطيخ



طول عمرهم كانول بيعلمونا نختار اصدقائنا صح من و احنا صغيرين…و ياما اخدنا دروس في القراءة و المحفوظات زي “الأصدقاء, اهمية الصديق, الصديق وقت الضيق, الصديق التنين في زمن العجين,…الخ”
المهم اغلبنا كان بيذاكر الدروس دي عشان يدخل الامتحان يرزعله الكلمتين اللي حافظهم و يجاوب على معاني المفردات و مواطن الجمال و سلام عليكم.
 عمرك فكرت هما بيعلمّوك ايه؟ عمرك فكرت ايه لازمة الكلام ده؟ على طول كنا بنقول لنفسنا: “يعني هو انا هعمل ايه بالكلام ده لما اكبر؟”
انا زيّك كدة عمري ما فكرت في الكلام ده حتى مؤخرا, لما اخدت بالي بالصدفة انهم كانوا بيعلمونا حاجات غريبة…حاجات غريبة ناقصة مننا كلنا دلوقتي..حاجات زي “الايثار و حب الغير و الاهتمام و…الخ الخ”

احنا بس بنقعد نتريّق في تويت او ستاتس على الفيسبوك “مافيش صاحب صالح, كله بتاع مصالح”…”التقدير خسرنا كتير”…و اتخذنا منهج “حِكَم الميكروباص” دروس في حياتنا بدل دروس القراءة اللي كنا بناخدها في 6 ابتدائي

المهم اني لما ركزت في الكلام اللي كانوا بيعلموه لنا زمان لاقيت انه كان هيحل مشاكل كتير في وقتنا هذا…على سبيل المثال: لو كنا فهمنا درس “الايثار” مكانش زماننا دلوقتي هنلاقي دينا بتتخانق مع صاحبتها سارة عشان يظبطوا كريم الواد المز بتاع نادي الجزيرة…او حسام اللي راح ضرب صاحبه أشرف عشان مش عايز يديله سوجارة.

بغض النظر عن طبيعة القصة في الأمثال السابقة, ات مازلت متجاهل النقطة الاساسية في القصة.

ليه كانوا بيعلمونا “حب لأخيك ما تحب لنفسك” بعدين يقولوا لنا “اختار صديقك الصح”…كأن العيال الصايعة ولاد كلب مثلا! -هما اه ولاد كلب نوعا ما- بس ليه مصاحبهمش؟ مش انا لسة متعلم “حب لأخيك ما تحب لنفسك”؟ طب مش يمكن انا اقدر اصلح الواد “الصايع” ده؟ هو عشان صايع يبقى نهمشه و نعاقبه بقية حياته بأنه لا ينتمي للمجتمع المثالي اللي احنا عايشين فيه؟…فعلا “المرء على دين خليله” و كل حاجة, بس مش معنى اني ماشي مع واحد فاسد يبقى انا هبقى فاسد زيه!..ليه مش العكس؟ ليه مش انا اللي ممكن اغيره و اخليه -نوعا ما- صالح زيي؟

لو كانوا بيعلمونا نختار الصديق الصح عشان يساعدنا في المذاكرة و يقف جنبنا و نلاقيه وقت ما نحتاجه فللأسف هما زرعوا فينا فكرة الأنانية و الاستغلال نوعا ما..فين بقى الايثار و حب الغير؟

حياتنا بتناقض نفسها.

*الغرض من هذا البوست ليس التوعية او النصح او الارشاد, انما الغرض منه زرع فكرة و بسيبك بعد كدة انت و دماغك

الجمعة، 19 أبريل 2013

زهدت


فقدت كل أسباب الحياة، زهدت فيها وبرعت في هذا كأحد موالي الصوفية بل أكثر


زهدت الملابس والطعام واللهو والشرب، زهدت حتى البشر


زهدت كل شيئ إمتلكه ولأنه لم يكن بالقليل كان من الصعب إرضائه


 لم يفهمها أحد لا أهل ولا أصدقاء ولا معارف ولا أغراب ونقطه.......

الخميس، 18 أبريل 2013

نداء من نبتون :



عطارد يلتهم ابنه
هكتور يقتل اخيليس
زيوس يُحاكم امام طفل
ابوللو يمارس الجنس مع سلم فا الصغير
هيرا .. هيلين .. افرودايتي .. والكثير من الشبق
رع يلعب الاحجار الفارسية مع حتحور .. رع يخسر
حاتي يفيض كالأورجازم .. يخضر ظهر جبت
مريم العذراء … شائعه .. المسيح .. شائعه
موسى يعبر الاطلنطي ..خفرع يفتتح هرمه السابع في ريو دي جانيرو
اوديسيوس ليس ملكاً على اثيكا .. اوديسيوس عزله اليونيسكو من الثقافة البشرية
بيرسيفوني .. ليست عشقي الاول
بيرسيفوني .. هي عشقي الاخير
زنوبيا ملكة تدمر .. ليس معها تأشيرة سفر
بلقيس عارية .. بلقيس تُغتصب
اقتل آمون .. قبِّل آمون .. اكسر آمون .. و ليتقدس بعل جبيل

و نقطه

Nothing to do …



-
Nothing to do with forgiveness …
It’s that .. One can’t regain lost respect …
-
I don’t trust you .. lost respect for you … and don’t care..
Not a tiny bit

أندمُ إذا رغبت في شيء


أندمُ إذا رغبت في شيء 
-أي شيء-
ثم أتشكك في كوني أقدر على الرغبة
وبسهولة أتعرّف على الذين سبقوني إلى هذه المعضلة
إذ أنهم صامتون وغاضبون
مثلي تماما
لا يطاوعني لساني كثيرا في انتقاد ما لا أحب 
أتعثر في المصطلحات
والمظهر النخبوي لا يناسب جملي المتعثرة
أندهش ممن يتوهجون عندما يعرضون آراءهم
وأكتشف أنني آكل جيف ارتضى لنفسه الصيام
قبل عامين
كنت أقدر على الثرثرة لساعات دون توقف
وأنثر البهجة على من حولي
كساحر طيب في قصص الأطفال
اليوم
أكره الجميع دون تفرقة
حتى الحزن ابتذلته من تكرار استخدامه
وقبل كل هذا
صرت أخاف بلا سبب
متفاديا سؤال الناس عما يحرق روحي هكذا

الأربعاء، 17 أبريل 2013

ولكننا .. نتألم..



نتألم ..

من فشل التوقعات وخيبات الامل .. احيانا

من تحققها في احيانٍ آخرى ..

من الاهمال..

من اللامبالاه ..

من البرود ..

من العُصاب ..

من التوتُّر ..

من سوء الفهم ..

من الهروب ..

من وجود اجساد البعض فضلاً عن ارواحهم واذهانهم ..

من المسافات ..

من البُعد الجثماني رغم التقاء الارواح ..

من الوقوع في اللا شعور ..

من الاستيعاب ..

من قلة الاستيعاب ..

من الضياع ..

من غياب ..

من الاحتقار ..

من النفاق ..

من التملُّق ..

من تألُّم من يهمّنا امرهم ..

من العجز ..

من الظلم .

من القهر ..

من سوء الظن ..

من انعدام ثقة احدهم بنا ..

من كفرهم بنا وبهويتنا ..

مما نعرفه احياناً .. 

ومما لا نعرفه ..

من كذب الاخرين وخديعتهم ..

من اختلاق الاعذار لغيرنا طوال الوقت ..

من نضوبنا مما يمكن ان نعطيه ..

من الخَسَارة ..

من الشفقة ..

من الهجران ..

من الحنين ..

من ايلام من نُحب ..

من انشغالهم عنّا ..

من مشاركتهم لغيرنا تفاصيل ..

من الاستبداد والاستغلال ..

من الوجوه المزيّفة ..

من الغُربة ..

من الكراهية لانفسنا وللغير ..

من كراهية الغير لنا ..

من تشاجرنا مع انفسنا ..

من الفُقدان ..

من نكران الجَميل ..

من الانانية ..

من تبلُّد المشاعر ..

مما حال اليه حالنا ..

من الرفض ..

من محاولات الاشخاص المستمرة للحط من قدرنا واثباط عزيمتنا واهدام ثقتنا 
بانفسنا ..

من انعدام الامان ..

من الوِحدة ..

من الكبت ..

من مشقّتنا لنبكي ..

من قلّة الحيلة ..

من الضعف ..

من كون لا احد يفهم ..

من كون لا احد يُقدّر ..

من الابتذال ..

من اخطاءنا ..

من اخطاء تحمّلنا نتاءجها وهي ليست لنا ..

من العطاء بلا مقابل ..

من اخفاء دواخلنا ..

من الخوف والرهبة ..

من الكثير الغير مرغوب فيه .. والقليل الذي لا يُسمن .. ولا لي ان اصف كل 

الآلام ..

ولكننا .. نتألم..

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

اعراض الانسحاب


اعراض الانسحاب

تحاصرني أعراض الانسحاب فينقسم عقلي إلى أربعة أجزاء، أعرق وأعرق 
حتى أشعر أني في رحِم الشمس قبل ولادتي 
بنصف ساعة، يتعثر وعيي بين الحين والآخر فيمتلئ بالتراب، تختفي لوحة 
التحكم بأجهزة الجسد .. تطاردني أبيات الشعر 
وتعصر النوتات الموسيقية دماغي وأنظر في المرآة فلا أراني إلا خدشا

الخميس، 11 أبريل 2013

تمرد



أصوات نفير و حركة غير طبيعية لم يشهدوها من قبل، السماء تمتلئ برق و رعد
أمطار سوداء تلوث تلك السُحب ناصعة البياض
 نداء يتردد فى كل مكان مُعلناً هروب أحدهم.
الكل يتساءل هل هرب أحدهم من تلك النار؟!
لكن كيف؟ أين كان حراسها؟!
و كيف هرب دون أن يراه جلاده؟
هل مشي على كل تلك النيران؟؟
حتما سيجدوه… ربما هو الآن يحاول التسلل لتلك الأسوار العاليه سعياً وراء الثمار المُحرّمة
************************
قلق شديد يسود الموقف الكل فى حيرة يتشاورن بينهم و رئيسهم ميخائيل لا يعلم كيف حدث هذا؟ أو لماذا؟
أهو ميلاد شيطان جديد؟
لا يعلم كيف يتصرف في مثل هذا الموقف… لم يتوقعه أحد ولا في أسوء كوابيسهم… هذا إن كانت تراودهم كوابيس.
أيستشير رب العمل؟
أم يطلب المُساعدة من رفاقه؟
***************************
لم يهرب من النار!
إذاً هو واحد منا؟؟؟…. رددها جمع العُمال فى خفوت!
ربما مرض؟…. نحن لا نمرض!
قد يكون نسي معاد العمل؟…. نحن لا ننسي وليس لنا أجازات أو أوقات راحة
تحدث أكبرهم فى السن: نحن لم نرى لهذا الأمر مثيل، ربما سمعنا عن شيء من ذلك القبيل… أسطورة عن شخص من الماضي السحيق رفض السجود… لكنه طُرد و لم يهرب! يالَ تعاسة الهارب! سيجدون له عقاباً شديداً!
***************************
يكثر تَلاحُق أنفاسه و لا يقوى على التحليق بعد الآن… يكُّفُ عن الطيران و يجلس ليُريح أجنحته، كان يعلم أن وقته محدود.
يحدث نفسه بصوت مسموع: هل علموا بهروبي؟!
لابد أنهم لاحظوا أختفائي
و لكننا كثيرون…. 
 وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو
يبتسم و يردد فى صوتِ عادت له قوته : لكن الأكيد الآن أن رفاقي فى العمل يتحدثون عني كأسطورة مثل أسطورة خازن تلك النار…. قد أُصبحُ مثله ملكاً!
تهرب القوة من ملامحه و يردد خائفاً: و لعل عزرائيل الآن فى أثري…. و الموت هو مثواي!
يحاول تقوية نفسه من جديد فيقول: و لكني سأمت من العمل بلا كلل أو ملل! بلا نوم أو حتى أجر!
عبداً يحمل عرش ربه منذ الأزل.
ليتني كنت عزرائيل بشكله المُخيف أبعث الخوف و أحصد ثمار الأرواح و أتغدى عليها
أحلق فى الفضاء … أمد خزان النار بالوقود لإشعالها
يخشاني من في الأرض و من منا في السماء
أو إسرافيل أحمل بوقاً منتظراً 
لعلّي كنت أخرجت منه موسيقاي و أرقص و أنا أنتظر ساعة الحشر
أرقص؟ موسيقياي؟
كلها نِعم للبشر حُرمنا نحن الأتقياء منها!
كائنات من النور…. ولا تراه
يحجبنا عنه عرش كصخرة على ظهورنا… غير مسموح لنا النظر عالياً
لا نضحك و لا نفرح
لا نعصي فلا نستغفر!
ممنوعون من التزاوج و الحب و التناسل
ينظر إلى أجنحته و يخاطبها…. ممنوعون من السفر برغم كثرة الأجنحة
نسبح بحمده و كفى!…فكفى!
أو أكون كأمين الوحي جبريل أتنكر بين الهيئات و لي من القوة ما ليس لأحد من قبلِ أو من بعد
رسول السماء لأنبية البشر
قديس في الأرض و والي في السماء
  طول جناحي ربعمائةِ ذراعٍ و لي من الأجنحة ستمائةِ جناحٍ
أو حتى أكون مثل رئيسنا ميخائيل أتابع العمال و أنظم الصفوف و المهمات
أو أكون … ملك للعالم الآخر
و هذا ما سأكون



النبوءة



نيران مزلزلة للأرض من مركزها

سوف تسبب هزات حول روحك الجديدة

ستتقاتل صخرتان عظيمتان لوقت طويل

ثم ستضفي الدماء لونًا أحمر جديدًا

حُفرت كلمات ذلك الصيدلي من بلدة سان ريمي دي بروفانس في جنوب فرنسا في ذهني. كان هذا أثناء زيارتي للخال رينيه في أول عام 1533.

مرض الخال، وكان هذا الصيدلي يسكن في الجوار وتم استدعائه للأخذ بمشورته في حالة خالي الصحية … داوى مرضه بالعقاقير وقال لي بكلمات لن أنساها: «سيتحسن، لكن عاجلًا أم آجلًا سيموت مع نهاية العام.»

لعله مجنون، قلت في سري.

لا أدري لماذا أحسست لوهلة أنه سمع صوت أفكاري، نظر لي وتبسم وقال تلك الكلمات:

Enno∫igee feu du centre de terre

Fera trembler autour cité neufue

Deux grands rochiers longtemps feront la guerre

Puis Arethu∫e rougira nouueau fleuve

وأخرج ورقة من معطفه واستخدم ريشة وقرطاسًا من على المنضدة وكتب بها «النبوءة تسعين».

استغربته وسألته مسرعًا: «إذًا أنت متنبئ ولست بطبيب؟ ألا تخشى أن أفشي سرك للكنيسة؟! قد يشنقك القساوسة!»

تبسم وقال لي في برود: «لن تفعل.»

ومضى بخطوات ثابتة نحو الباب.

مضى عام أو أقل على هذا اللقاء لكني أشغل فكري الآن به أكثر من ذي قبل، فقد وردني خطاب من بلدتنا في جنوب فرنسا يعلموني فيه بموت الخال، كيف أصاب هذا المخبول في نبوءته؟ وما هي النبوءة التسعين؟ ولماذا لم يقلها لي مباشرة دون تلك الألغاز؟

*****

لم أنتبه إلى أي فصول السنة صرنا.

لم أعد أتذكر الشخص الذي كنت إياه فيما مضى.

لم أعد أتذكر الدكاكين أو الشوارع … صرت أهتدي لطريقي إلى بيت الخال رينيه عن طريق وجوه من الناس.

فقد مر عامان وأنا أجوب طرقات وحقول تلك البلدة الصغيرة باحثًا عن ذلك الصيدلي في وجوههم.

ربما لو لم أشغل ذهني بتلك النبوءة لأحببت فتاة تتعطر بالفانيليا، وتضع خلخالًا يصدر إيقاعًا يطرب له قلبي كلما سارت بجواري.

ربما كانت سمراء تتدلى خصلات شعرها على كتفها المكشوف … لكني صرت مهووسًا بتلك النبوءة أكثر وأكثر، فمع مضي الوقت ذاع صيت الصيدلي وصار منجمًا للبلاط الملكي يقصده الملوك والأمراء.

لكن لا يوجد من يعرف طريقه، يظهر ويختفي … البعض يقولون أنه يكتب خلاصة رؤيته للمستقبل في كتاب واسع الحيل.

*****

عندما فقدت الأمل في العثور على ذلك الصيدلي عدت إلى بلدتي نوتردام.

كم اشتقت لنسيم هوائها وصوت أجراس الكاتدرائية … كاتدرائية نوتردام الساحرة، بتلك التماثيل المرعبة.

لطالما لفتت أنظاري تلك التماثيل التي تزين جدران الكاتدرائية … أتساءل بصوت مسموع لعلي أجد من يجيبني.

«لماذا يزينون دور العبادة بتلك الأشكال المخيفة لتلك المخلوقات المنفرة؟»

أجد كاهنًا من الكهنة يتقدم نحوي سادلًا على وجهه غطاء يخفي نصف وجهه والنصف الآخر يخفيه الظلال.

وبصوت ليس بغريب يقول لي: «هذا المخلوق يدعى “الجرغول”.

  • هناك أسطورة في بلدة روان تقول أن الجرغول، ذلك الوحش ذو الأجنحة الطويلة، يتغذى على دماء الماشية.

    لكننا هنا نؤمن بقدرته على طرد الأرواح الشريرة.

    نضعه على أبوابنا مرصادًا للشر والشياطين.»

    يصمت الكاهن فجأة لعله أيقن أنني غير مهتم بحديثه، ثم يستدرك كلامه قائلًا: «ألم تصبك نيران التجديد بعد؟ ألم تجدد تلك النيران روحك؟!»

    أحسست بأن تماثيل الجرغول انتفضت من ثبوتها وسارت تحوم من حولنا … خلت الكاتدرائية من الناس، فقط أنا وهو والهواء البارد يكاد يجمد أطرافي.

    متلكلكًا سألته: «أأنت الصيدلي؟»

    تداركت غبائي مسرعًا وقلت له: «ومن غيرك؟ أنت هو بالطبع!»

    استجمعت قوتي وقلت له: «لقد أفسدت علي ثلاثة أعوام من عمري!»

    دوي الأجراس يصم أذناي … يهم الكاهن بالرحيل، أصرخ به: «لا تذهب لا!»، لكن الأجراس تحول بين صوتي وأذنه.

    *****

    في طريقي للعودة إلى المنزل أقرر ألا أسعى وراء تلك النبوءة ويكفيني ما أهدرته من عمر في محاولة كشف سرها.

    أصل إلى البيت لأجده قد حُرق عن بكرة أبيه، حالة من اليأس تنتابني لأيام، فقد كنت أحب هذا البيت برائحة النبيذ المعتق النافذة منه … سأشتاق إليه.

    *****

    مرت الأعوام على الحريق وكنت من بعده قد كرست حياتي كخادم في الكاتدرائية.

    وقد تغيرت الحياة في هذا الزمن الكثير عما مضى.

    عمت الفوضى والفساد وكثر المنجمين والمشعوذين واتخذت الكاتدرائية أساليبًا عنيفة للحد من هؤلاء.

    كنا نقيم لهم المشانق والمقاصل بجوار نهر السين بالقرب من الكاتدرائية.

    وفي أحد الأيام كنت مشرفًا على حكم إعدام أحد بفصل رأسه عن جسده.

    أنا أعرفه جيدًا … إنه الصيدلي!

    فضولي كاد أن يقتلني لأعرف نبوءته، وعندما اقتربت منه نظر لي وابتسم وقال: «على الأقل سأموت وأنا أعلم أنني لم أعش مشعوذًا بل كانت لي رؤية، إني أرى وأعلم.

    عيناي تجدان في السماء ما سيكون، وأقطع الزمن بخطوة واحدة.

    يد توجهني إلى ما لا ترون ولا تعلمون.»

    ونظر لليابسة وقال: «الرمال تدفن تحت حبيباتها جدران قلاعنا ودروعنا وعظامنا، تكون قد خنقت أصواتنا وصلواتنا.

    الكفار سيكونون حشودًا هائلة منتشرة في كل مكان.

    ودينهم يكون له صدى مثل الطبل في جميع أنحاء الأرض.»

    نظر إلي بعينين ثاقبتين وقال: «احفظ كلامي وابحث عن كتابي.

    أما تأويل نبوءتي إليك:

    نيران مزلزلة للأرض من مركزها، سوف تسبب هزات حول روحك الجديدة، كانت النيران التي التهمت بيتك وخمرك وترفعت عنها روحك وصارت ملكًا للرب.

    ستتقاتل صخرتان عظيمتان لوقت طويل، ثم ستضفي الدماء لونًا أحمر على نهر جديد، هاتان صخرتان المقصلة والدم دمي ولسوف يسيل في ذلك النهر.»