الأحد، 12 مايو 2013

الموت و اللا موت ..




الحياة و اللا حياة .. الموت و اللا موت .. و الوجود و اللا وجود .. كلها مفردات تطرح نفسها على عالمنا و على أنفسنا .. كلها مفردات وقعها على اذنك رقيق ولكن لها معنى لن تدركه الا اذا كنت تتابع لحظة من لحظات موت شخص آخر , أو قبل موتك أنت بلحظات  , نعم قبل موتك بلحظات , تلك السنون التي عشتها وأنت لا تدرك سوى مرور الوقت و سرعته عليك , تقابل أشخاص في حياتك و تودع آخرون , حتى تجد أنك بلغت من العمر عتيا , و كل ما يتوارد في خاطرك في ماذا قضيت هذا العمر ؟ و يتطرق الى ذهنك سؤال عابث , لماذا خلقت وماذا أفعل ؟ , فلا تكفيك الاجابة النموذجية المعتادة * لقد خلقت لتعبد الله و تعمر الأرض , وماذا بعد ؟
و حين أعبد الله عبادة مثالية و أعمر الأرض ؟ ماذا بعد .. هذا الشعور الكئيب الذي يأخذ منحنى اللا شعور و اللا لذة و اللا اقبال على الحياة , و يبعث عليك الرغبة في الرحيل عن هذه الحياة المتصفة بللا معنى , فالحياة عبارة عن موت بطيء و ملل يتسلل اليك ببطئ , و هموما لا تأتي فرادى و لكن تأتي عنوة بكل قوتها حتى تفتح لك بابا آخر من المشاكل المختلطة بالملل , علاوة على ذلك ما يشغل بالك بشأن كينونتك الوجودية و ماهيتها و أسبابها .
إن شعورك اتجاه الموت يتبسط في أمرين .. كونه شيء غريب عليك و مريع بالنسبة لك حيث انك لم تجربه و لا تعرف ماهية ما ستراه بعده , و في بعض الأحيان الأخرى كشكة الدبوس , حيث تنتقل من عالم الحسيات و الماديات الى عالم الروحانيات و ما ستراه بعد ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق