الخميس، 2 مايو 2013

الصديق وقت البطيخ



طول عمرهم كانول بيعلمونا نختار اصدقائنا صح من و احنا صغيرين…و ياما اخدنا دروس في القراءة و المحفوظات زي “الأصدقاء, اهمية الصديق, الصديق وقت الضيق, الصديق التنين في زمن العجين,…الخ”
المهم اغلبنا كان بيذاكر الدروس دي عشان يدخل الامتحان يرزعله الكلمتين اللي حافظهم و يجاوب على معاني المفردات و مواطن الجمال و سلام عليكم.
 عمرك فكرت هما بيعلمّوك ايه؟ عمرك فكرت ايه لازمة الكلام ده؟ على طول كنا بنقول لنفسنا: “يعني هو انا هعمل ايه بالكلام ده لما اكبر؟”
انا زيّك كدة عمري ما فكرت في الكلام ده حتى مؤخرا, لما اخدت بالي بالصدفة انهم كانوا بيعلمونا حاجات غريبة…حاجات غريبة ناقصة مننا كلنا دلوقتي..حاجات زي “الايثار و حب الغير و الاهتمام و…الخ الخ”

احنا بس بنقعد نتريّق في تويت او ستاتس على الفيسبوك “مافيش صاحب صالح, كله بتاع مصالح”…”التقدير خسرنا كتير”…و اتخذنا منهج “حِكَم الميكروباص” دروس في حياتنا بدل دروس القراءة اللي كنا بناخدها في 6 ابتدائي

المهم اني لما ركزت في الكلام اللي كانوا بيعلموه لنا زمان لاقيت انه كان هيحل مشاكل كتير في وقتنا هذا…على سبيل المثال: لو كنا فهمنا درس “الايثار” مكانش زماننا دلوقتي هنلاقي دينا بتتخانق مع صاحبتها سارة عشان يظبطوا كريم الواد المز بتاع نادي الجزيرة…او حسام اللي راح ضرب صاحبه أشرف عشان مش عايز يديله سوجارة.

بغض النظر عن طبيعة القصة في الأمثال السابقة, ات مازلت متجاهل النقطة الاساسية في القصة.

ليه كانوا بيعلمونا “حب لأخيك ما تحب لنفسك” بعدين يقولوا لنا “اختار صديقك الصح”…كأن العيال الصايعة ولاد كلب مثلا! -هما اه ولاد كلب نوعا ما- بس ليه مصاحبهمش؟ مش انا لسة متعلم “حب لأخيك ما تحب لنفسك”؟ طب مش يمكن انا اقدر اصلح الواد “الصايع” ده؟ هو عشان صايع يبقى نهمشه و نعاقبه بقية حياته بأنه لا ينتمي للمجتمع المثالي اللي احنا عايشين فيه؟…فعلا “المرء على دين خليله” و كل حاجة, بس مش معنى اني ماشي مع واحد فاسد يبقى انا هبقى فاسد زيه!..ليه مش العكس؟ ليه مش انا اللي ممكن اغيره و اخليه -نوعا ما- صالح زيي؟

لو كانوا بيعلمونا نختار الصديق الصح عشان يساعدنا في المذاكرة و يقف جنبنا و نلاقيه وقت ما نحتاجه فللأسف هما زرعوا فينا فكرة الأنانية و الاستغلال نوعا ما..فين بقى الايثار و حب الغير؟

حياتنا بتناقض نفسها.

*الغرض من هذا البوست ليس التوعية او النصح او الارشاد, انما الغرض منه زرع فكرة و بسيبك بعد كدة انت و دماغك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق