الخميس، 11 أبريل 2013

تمرد



أصوات نفير و حركة غير طبيعية لم يشهدوها من قبل، السماء تمتلئ برق و رعد
أمطار سوداء تلوث تلك السُحب ناصعة البياض
 نداء يتردد فى كل مكان مُعلناً هروب أحدهم.
الكل يتساءل هل هرب أحدهم من تلك النار؟!
لكن كيف؟ أين كان حراسها؟!
و كيف هرب دون أن يراه جلاده؟
هل مشي على كل تلك النيران؟؟
حتما سيجدوه… ربما هو الآن يحاول التسلل لتلك الأسوار العاليه سعياً وراء الثمار المُحرّمة
************************
قلق شديد يسود الموقف الكل فى حيرة يتشاورن بينهم و رئيسهم ميخائيل لا يعلم كيف حدث هذا؟ أو لماذا؟
أهو ميلاد شيطان جديد؟
لا يعلم كيف يتصرف في مثل هذا الموقف… لم يتوقعه أحد ولا في أسوء كوابيسهم… هذا إن كانت تراودهم كوابيس.
أيستشير رب العمل؟
أم يطلب المُساعدة من رفاقه؟
***************************
لم يهرب من النار!
إذاً هو واحد منا؟؟؟…. رددها جمع العُمال فى خفوت!
ربما مرض؟…. نحن لا نمرض!
قد يكون نسي معاد العمل؟…. نحن لا ننسي وليس لنا أجازات أو أوقات راحة
تحدث أكبرهم فى السن: نحن لم نرى لهذا الأمر مثيل، ربما سمعنا عن شيء من ذلك القبيل… أسطورة عن شخص من الماضي السحيق رفض السجود… لكنه طُرد و لم يهرب! يالَ تعاسة الهارب! سيجدون له عقاباً شديداً!
***************************
يكثر تَلاحُق أنفاسه و لا يقوى على التحليق بعد الآن… يكُّفُ عن الطيران و يجلس ليُريح أجنحته، كان يعلم أن وقته محدود.
يحدث نفسه بصوت مسموع: هل علموا بهروبي؟!
لابد أنهم لاحظوا أختفائي
و لكننا كثيرون…. 
 وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو
يبتسم و يردد فى صوتِ عادت له قوته : لكن الأكيد الآن أن رفاقي فى العمل يتحدثون عني كأسطورة مثل أسطورة خازن تلك النار…. قد أُصبحُ مثله ملكاً!
تهرب القوة من ملامحه و يردد خائفاً: و لعل عزرائيل الآن فى أثري…. و الموت هو مثواي!
يحاول تقوية نفسه من جديد فيقول: و لكني سأمت من العمل بلا كلل أو ملل! بلا نوم أو حتى أجر!
عبداً يحمل عرش ربه منذ الأزل.
ليتني كنت عزرائيل بشكله المُخيف أبعث الخوف و أحصد ثمار الأرواح و أتغدى عليها
أحلق فى الفضاء … أمد خزان النار بالوقود لإشعالها
يخشاني من في الأرض و من منا في السماء
أو إسرافيل أحمل بوقاً منتظراً 
لعلّي كنت أخرجت منه موسيقاي و أرقص و أنا أنتظر ساعة الحشر
أرقص؟ موسيقياي؟
كلها نِعم للبشر حُرمنا نحن الأتقياء منها!
كائنات من النور…. ولا تراه
يحجبنا عنه عرش كصخرة على ظهورنا… غير مسموح لنا النظر عالياً
لا نضحك و لا نفرح
لا نعصي فلا نستغفر!
ممنوعون من التزاوج و الحب و التناسل
ينظر إلى أجنحته و يخاطبها…. ممنوعون من السفر برغم كثرة الأجنحة
نسبح بحمده و كفى!…فكفى!
أو أكون كأمين الوحي جبريل أتنكر بين الهيئات و لي من القوة ما ليس لأحد من قبلِ أو من بعد
رسول السماء لأنبية البشر
قديس في الأرض و والي في السماء
  طول جناحي ربعمائةِ ذراعٍ و لي من الأجنحة ستمائةِ جناحٍ
أو حتى أكون مثل رئيسنا ميخائيل أتابع العمال و أنظم الصفوف و المهمات
أو أكون … ملك للعالم الآخر
و هذا ما سأكون



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق